يوم الحزن ، يوم الحداد الشركسي…

يوم الحزن، يوم الحداد ..الشركسي
مائة وثلاثٌ وخمسونَ عاماً ونحيي هذه الذكرى وماذا بعد !؟
لا يمكن أن نختلف على أن الإحياء السنوي لذكرى الإبادة الجماعية والتهجير القسري لأجدادنا والذي تسبب في تشتيت أكثر من مليوني شركسي في أصقاع الأرض هو شيء ضروري لنشر قضيتنا والتعريف بها حول العالم، لكن..!
ألا يجدر بنا أن نفكر مليا في كيفية الخروج من حالة التشتت التي نعانيها والتي أصبحنا بسببها أقليات في كل بلد لجأ إليه أجدادنا !؟
ألا يتعين علينا أن نبحث عن الطريقة التي نعيد من خلالها النهضة لبلاد الشراكسة ونسعى للتجمع حولها واحتضانها!؟
أليس ضروريا أن نحاول إقناع موسكو وسلطة الاتحاد الروسي بإيلاء اهتمام أكبر للشتات الشركسي وفتح الخطوط معه كخطوة لطوي الماضي وتجاوز الحساسيات التاريخية في سبيل النهوض ببلاد الشراكسة كأمة ذات علاقات ودية مع كافة الشعوب المتعايشة معها في إطار الاتحاد الفيدرالي الروسي!؟
ألا يتوجب علينا أن نبتكر الآليات الناجعة بعيداً عن الحبكات الأمنية أو التذاكي المكشوف واللذان يزيدان من ابتعاد الشتات عن الوطن الأم ويدفعه للعدائية بدل تنامي روح الصفح والتواد.
كل هذا للأسف لم يدخل في حساباتنا بعد، فحتى الاّن ليس لدينا مؤسسات مستقلة عن إملاءات أنظمة الحكم وضغوطاتها، وإلى الآن مازلنا نحتفي بالمهرجانات الشكلية (الطقوسية)، دون أن نمنح الوقت والجهد الكافيين لقضيتنا المفصلية.
حتى هذا اليوم ليس لدينا مؤسسة واحدة يلتف حولها شراكسة العالم وتشكل مرجعا لحل مشاكلهم ومساعدتهم، ليس لدينا أيضا محطة فضائية توصل صوتنا ورسالتنا باحترافية إلى الرأي العام الدولي.
حتى الآن لانمتلك مؤسسات قادرة على مساعدة المتفوقين من الطلاب الشراكسة لمتابعة دراساتهم العليا، ولانمتلك أيضا أي “لوبي” يدفع بمستوى الشراكسة الاقتصادي بشكل عام!؟
نتساءل: هل نحن بحاجة إلى نكبات ونكسات أخرى مثل ما حدث لشراكسة يوغسلافيا، ومن بعدها شراكسة سوريا في حرب ال67 وبعدها بأحداث 2011 المستمرة ؟؟؟
لابد أن نستيقظ، فأغلب الدول التي تحوي أعداد كبيرة من الشراكسة هي ذات تركيبات جيوسياسية معقدة وقابلة للانفجار، فإذا لم نساند مؤسساتنا لمجابهة هكذا حالات وإذا لم ندعم هيئاتنا التي تبحث عن مخرج عقلاني يرفع من سوية الشراكسة الاجتماعية والمادية، وإذا لم نطور سياساتنا لإيجاد مخرج واقعي لحالتنا التي نحن فيها، فذلك يعني أننا سنستمر في الضياع والتشتت ونخشى ما نخشاه أن يقع شعبنا في نهاية المطاف ضحية للإندثار الأبدي.

About the Author

Admin-D

Admin-D

Related Posts

More From This Category